قَدْ كانَ حُلماً أَن لَقَيتُكِ صُدفَةً ... حتّـى دَخَـلتِ كَبــارقٍ شـــرياني
أَورادُ عِشقٍ بَينـنا قَدْ أَينَـعَــتْ ... غَنَّـتْ طُيورُ الحُـبِّ في بُـستاني
بَيضاءَ تَـختَزلُ الـمَلاحةَ كُــلَّها ... والحُـسنُ فيــها مــالَهُ مــن ثاني
تلكَ الجمــيلةُ في الفؤادِ واِنني ... فـي كُــلِّ حـالٍ ذكرُهــا بِلساني
كانَتْ تُسـامرُني بِكلِّ غَـناجةٍ ... فـي صــوتها عَــزفٌ من الأَلحانِ
فَيُثيرُني سِحرُ الجمالِ ولَحنُها ... والــقَلبُ يشــكو ثـورةَ الخَـفَقانِ
حُسنٌ تكامَلَ ما رأَيـتُ مَثـيلَهُ ... أِلّا كَوصفِ الحـــورِ فــي الـقُرآنِ
يَتَجمَّلُ الشِعرُ البَديعُ بوصفها ... حــتّـى أَرى شــهـداً مــن الأَوزانِ
الشوقُ يُطلِقُني فأَنثُرُ أَحرفي ... كالزَهــرِ يَحــوي أَجــملَ الأَلــوانِ
وسفينةُ الحُبِّ التي تاهَـتْ بها ... ها قد رَماها البَــحرُ في شــطـآني
حَــدَّثتهــا كَيـفَ الغـرامَ بِحـبها ... ورسـومهـا في الــروحِ والوجدانِ
فَـتأَلَّقَ الدَمـعُ الحَـنينُ بعَــينِها ... مـن فــرحـةٍ فَمـسحــتُهُ بِــبَـناني
حَتّى صَمتنا والعُيـونُ تَكَـلَّمَتْ ... تَــروي غَــــرامــاً ثابـــتََ الأَركانِ
فَتَورَّدت حتّى اكتَسَتْ وَجَناتُها ... بِمَــلاحــةٍ لــوناً مــن المَــرجـــانِ
حــاوَلتُ تَقــويم العـلاقةَ بينَنا ... فَـوَجَــدتُ روحـاً ضَمَّــهــا جَـسَدانِ
عانقتُها وَصدى الفُؤادِ يُحيطُها ... والخَــمرُ مـن فَــمها غَــدا أِدمـاني
فَتغَنَّــجتْ في رقـــةٍ بحــلاوةٍ ... وَتَـدلَّـعَــتْ فـــي مــنظــرٍ فَــتّـــانِ
حيثُ ارتَمَتْ نحوي بكـلِّ تَولُّهِ ... حتّـى تَـفَــجَّرَ نَحـــوهــا بُــركــاني
ثمَّ ارتَــقَينــا والغَــرامُ يـــظــلُّنا ... أَجــسـادُنا فــي ذروةِ الهَـــيَمـانِ
ذابَتْ كقطعةِ سُكَّرٍ في قَهوتي ... وعطــورُها كالــوَردِ فـي نيــسـانِ
وازدادَت الشَــهقــاتُ فيما بينَنا ... واللَــحنُ منـها غاصَ في أَلـحاني
عاهَــدتُهــا أَنّي أُهــيمُ بحُـــبِّها ... والــقُربُ مـنها راحَــتـي وَجِـنانـي
قالَــتْ فَمـثلُــكَ لاأَرومُ فــراقَــهُ ... قد صارَ شأنكَ في الغرامِ كشاني
مُزُن الهوى جائت بغَيثِ مشاعرٍ ... فاضتْ مياه العشقِ في الغِدرانِ
قَبَّـلتُــها بيــنَ العــيون وثـغــرُها ... بـرضابِـهِ والشهـــدِ قــد أَروانـي
صِـرنا نقـابِلُ بعـضنا شـوقاً ومـا ... كُنّــا لنــخـفي الــحُـبَّ بالكــتمانِ
حتّى كَتـبنا في الـغرامِ ملاحِــما ... فيــها الــهوى يبـقى الى الاكـفانِ
سيــلُ المــودَّةِ والـعواطفِ بيننا ... يجتــاحــنا فــي السِــرِّ والأِعــلانِ
في ذكــرِها تنتاب قلبيَ رعشةُُ ... تَــهــتَــزُّ مــنها أَحــرفـي وكــياني
لازلــتُ أَطــلبُها فقــلبيَ ماحــلُُ ... والسهــدُ صــارَ كــأنَّهُ سلــطـاني
كَمَــنَتْ لنا الأَهوال تقصُدنا كما ... كَـمَنــتْ جــبال الثـــلجِ للـــسـفانِ
اَنا فارسٌ ماراعَني طَـعنُ القَــنا ... وأَمــوتُ عِـشقـاً بالّتــي تَــهــواني
اِنْ متُّ تَبـقى قُـصَّتي عنــوانها ... ( العــشقُ بــينَ فــلانةْ وفُــــلانِ )