.......................بقلمى/هانى الصوفانى
أشار شهريار ُ الى شهرزادَ
لِتَحكى حكايَتُها على عَجَلْ
وَقَالَ مَهْمَا طَالَت حكايَتُك
فسوفَ تكون ُ نِهَايَة الأجَلْ
فَمَسْرُورُ واقِفٌ اَحَدَّ سَيْفَهُ
يَنْتَظِرُ الأَمْرَ مِنِّى على وَجَلْ
شَهَرْزَادُ بثقَة ٍ:-
لكننى يا مَوْلاىَ غَيرَ خائِفَةٍ
مِنْ سَيْفِ مَسْرُور َ اِنْ نَزَلْ
فالموتُ هُوَ نِهايةُ كلُ حَىِّ
واِن طَالَ بنَا العُمر ُ او قلْ
وانى بقضَاء الله راضيَة
وانتَظرُ الجَزَاءَ منهُ عزوجَلْ
شهْرَيارُ مبتَسمَاً :-
اتَدَعِى انَك ِبالموتِ لاتَأبَهى
ان ْ نَزَل َ بك المَوْتُ او حَلْ
وَانّكِ سََتَرْضَيْنَ بِالقَضَاءِ
اذَا اِنْتَهَى عُمْرُكِ و ارتَحَلْ
شهرزادُ مطرِقَةً :
مَوْلاىَ هَذَا لَيْسَ مَقصدِى
فَالمَوتُ عندِى هُوَ اَمرٌ جَلَلْ
واخْشَى المَوْتَ ككلِ انسان
وبِحُلْم الحَيَاة يحْدُونى الاملْ
لَكِن عاشَ فِى قَلْبى حُلمٌ
شَغَلَنِى فى طُفُولَتى ولَم يَزَلْ
ان اُصْبِحَ مِلْكُكَ ولو لَيْلَةً
واليَومَ تَحَققَ حُلمِى واكتَملْ
فأنَا فى كَنَفِ من اعشقُ
وان كانَ هُو الاسد ُوانا الحمَلْ
فابتسم شهريار مِن كلامِهَا
وَ قَدْ كَانَ مُتَكِئاً فاعتَدَلْ
شهريارُ لِشهرزَادَ :
اتُخْبِرينَنِى انَك لى عاشقةً
وانَ قلبَك بعشْقى قَد حَبَلْ
وأنك من مسرور غيرَ خائفةٍ
ولا بِكُل النساءِ اللواتى قَتَلْ
اتحسَبين انَ شَهريارَ غبياً
وتريدينَ منِى تصَديقُ هَذا الهبَلْ
شهرزادُ باكِيَةً :
ان كُنتَ مَولاىَ لا تصدُقُنى
فَمُرْ سَيَّافَكَ لسَيفِه يَستَلْ
وَلْيَهْوى به الان على عُنُقى
فَحُبُكَ عِندِى لا يَقبَلُ الجَدَلْ
مَولاىَ سَيفُكَ لَيْسَ قَاتِلِى
فَانَّ من لَظَى العشْق ما قَتَلْ
ان شئْتَ فاقْتُلْنِى بالسيفِ
و ان شئت َ فاقْتُلنِى بالغَزَلْ
فعيناك قتلتنى من قبل ذلك
فَكَأنك مَزَجْتَ السُمَّ بالعسلْ
شهريار :
كَفَى بُكَاءا يا اجْمَلَ النساءِ
لَقَدْ حَرَقْتِى قَلْبى واشتَعَلْ
وركع على رُكبَتيهِ اَمَامَهَا
وامطر يدَيهَا بِمَوفورِ القُبَلْ
واحَلَّها مَكَانَهُ على العَرْشِ
وسَعِدَ بالزَوَاجِ منها واحتَفَلْ
واَمْهَر امْراً للولاةِ جميعَهمُ
شهرزادُ فِى غِيَابِى هىَ البدَلْ
وصاركَالطِفْلِ يَنتَظِرُ حِكَايَتَها
لِيَنَامَ كالاطفالِ على مَهَلْ
وصارت هى من تتحكم
وامرها له احْترِام بِكل الدُولْ
فانتَحَرَ نِصْفُ رِجَالُ القصْرِ
والنِصْفُ الاخرُ اصابَهُ الشللْ
ومَسْرُورُ من يَومَهَا فى مشفَاهُ
يُعَالِجُهُ الاطِبَّاءُ من الخبَلْ
وابليسُ قَد لَطَمَ الخُدُودَ
و اغلق بيتَهُ عليه ِواعتََزَلْ
وقال سيعلم ْالناس رَحْمَتِى
ان باشَرَتِ النِساءُ هَذا العَمَلْ
