samedi 17 juin 2017

عزيزة سيناء بقلم الشاعر القدير عبد الله بغدادي


. ( عزيزةٌ سيناء )
قصةٌ وقصيدةٌ في حياة الشاعر / عبد الله بغدادي

هى قصةُ إستشهاد زميلي نقيب / إسحاق علي زكريا ضابط رادارالتوجيه في قاعدة الصواريخ والتي كنتُ أشغلُ فيها قائد سرية النيران بالجيش الثالث الميداني .
وفي عصر يوم ١٩٧٣/١٠/١٩ حدث خلاف بين قادة الفصائل بسريةالنيران فقمت بعمل اجتماع عاجل للضباط التابعين لسرية النيران والتي كنت قائدها ، وجلست معهم لحل الخلاف وترتيب العمل الفني ، وقد تم حل الخلاف وترتيب العمل ، وكان ذلك بالدُشمة أسفل رادارالتوجيه ، وكان الهدوء النسبي يسيطر على جبهة القتال ، ثم خرجتُ من الدُشمة.
بعد خروجي من الدُشمة وجدت الضابط َ إسحاق مفترشاً بطانية أمام كابينة الردار وهو يقرأ في المصحف الشريف ، ودار بيني وبينه هذا الحديث: 
اسحاق _ عملتوا ايه ؟.
عبدالله _ اتحلت المشكلة الحمدلله.
_ طيب ماتيجي تقعد معايا 
_ معلهش إنت عارف أنا مانمتش من تلت تيام. 
_ تعالى نام جنبي ماانا فارد البطانية آهوه . 
_ انا مصلتش العصر هروح اتوضا في الملجأ واحاول انام بعيد عن دوشة 
_ براحتك .

تركت إسحاق وذهبت ، ثم وانا في صلاتي وأثناء الركعة الأخيرة سمعت صوت انفجار ضخم فأكملت صلاتي وأنا أظنًُ أننا أطلقنا صاروخاً كالعادة على إحدى طائرات العدو ، ثم حين فرغت من صلاتي خرجتُ مهرولا لأجد أنً القاعدة أُصيبت بصاروخ وخاصة ردار التوجيه فأسرعت إلى مكان إسحاق لأجده من بين الشهداء ولكن ملابسه قد احترقت إلا مايستر عورته ، ويدهُ اليمنى مُطبقةً على غلاف المصحف وبها بقعتان من دمه الطاهر ، وبحثتُ عن المصحف لأجده على بُعد أمتار من جثته ولم تحترق أوراقه برغم احتراق جميع الملابس الخارجية والداخلية ماعدا مايستر عورة الشهيد كما ذكرت .
قرأتُ عليه ماتيسًر من القرآن ثُمًَ نُقل إلى مقابر ( جنيفة) بالقرب من السويس حيث تم دفنه ، ثم كتبت هذه القصيدة فى البطل المسلم تقبله الله في الشهداء ( الشهيدُ من مدينة دمنهور ، محافظة البحيرة )
دَمُ الشهيدِ أزكى دَمِ
هَتفَ أموت ُ لتسلمي
كم عاشَ يهتفُ باسم مصرَ وكان مثل الضيغمِ
لَبًى النداءَ مهرولاً
واجتازَ. مَتنَ. الأَنجُمِ
كانت يداهُ كفوهتي بُركان مشدوهَ. الفمِ
كانت يداهُ على الزنادِ تزودُ زَحفَ الغاشمِ
........................
كم كان َ ينتظرُ اللقاءَ 
على لهيب ٍ مُضرَمِ

حتًى إذا حانَ الجِهادُ ، وجُندُنا مُتقدًمِ
هَتفَ الشهيدُ الله ُ أكبرُ
روحُهُ لم تثلمِ
ورَمى العدوًَ. بوابلٍ
مِنَ الحِمامِ مُسوًَمِ
......................
زحفَ الشهيدُ إلى العُلا
وغدا كسيلٍ عَارمِ
رَفَعَ اللواءَ ولم يزل
رمزَ الشُجاعِ الصارِمِ
والجيشُ يخطو للأمامِ
يانشوةَ. المُتقدًِمِ
كم كانَ يهتفُ في الرفاق
ِ 
كم كانَ خيرَ مُكلًمِ

.....................
واشتدًَ بُركانُ اللهب
حتًى غدا كجهنمِ
وهَوى الشهيدُ مُكَبًِراً
ومُكابِراً لم يألمِ
قَبِلَ الشهادةَ باسِماً
فغَدا مُنيرَ المَبسَمِ
........................
هو لم يمُت ، هو كائنٌ
في كُلًِ قلبٍ مُسلِمِ
هو ابنُ مِصرَ وفخرها
وكذا وفاءُ المُنعِم
ِ 
........................

إسحاق ُ كم كانَ العطاءُ لمصرَ حُلو المطعمِ
لاأنسى ياروحَ الشبابِ مدى اشتياقك للدمِ
وحميًةَ العربي في يومِ اللقاءِ الحاسمِ
وإباءكَ المعهودَ يرتاد ُ المجالسَ حوًم
ِ 
...............

كم كُنتَ تصرُخُ في الجنودِ
وكنتَ دوماً بلسمي
وشرعتَ تتلو قولَ ربِكَ في الكتابِ المُحكمِ
ويَلُوحُ نصرُ اللهِ في الوجهِ المُضئِ الباسمِ
والمُصحفُ المعهود ُ في يدكَ التى لم تأثمِ
صنوان ُ لا نوبُ الزمانِ ، ولا المسرةُ تفصِمِ
رُمتَ الشهادةَ قائلاً
إنً الشهادةَ مَغنمي
حتًى أصابتك َ المدافعُ باللهيبِ الظالمِ
وكتابُ ربًِكَ عن يمينك سالماً لم يُقصمِ
عانقتَ وجه َ الأرضِ عملاقاً ولم تتحطًمِ
لَثًمتَ سيناءَ اشتياقاً
كُنتَ أصدقَ لاثمِ
وشرعتَ تكتُب ُ تحيا مِصرُ على ثراها بالدمِ
.....................
ياابنَ مِصرَ وفخرَها
يابسمةً فوقَ الفمِ
وَفًيتَ مِصرَكَ حقًَها
وَفَديتَها كي تسلمِ
وبقيتَ مَجداً شامخاً
في قلبِ مِصرَ المُلهِمِ 
_________________

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire