dimanche 2 juillet 2017

أحلام ملونة بقلم المبدع عبد الله أيت أحمد

يوم الأحد 02 يوليوز 2017
أحلام ملوّنة 
كانت أمّي تكلّمني، وأنا أصغي إلى نداء جمالها، تلك المخلوقة التي تقضّ مضجعي، كنت منهمكا في كتابة خاطرة عن فتنتها التّي إلى حدّ الآن مستعصيّة عن الوصف، أحدّث نفسي وأهمس في أذنها، أيمكن أن يكون هذا المقتحم الجديد لقلبك، واخترق هدوء وروتين حياتك ما يسمّونه بالعشق؟...أم مجرّد نزوة عابرة سرعان ما تزول كسحابة صيف أو ريّاح موسميّة عاصفة باستقرار الرّتابة المألوفة؟...هل هو تصرّف منبوذ وحرام.. أم اعتقاد مشروع وحلال؟...ما مصير من يطمح إلى صعود تلك النّخلة الشّاهقة التي لا حدّ لها؟... لجني ثمارها المختلفة الألوان، البيضاء منها والصّفراء والسّوداء والحمراء التّي تزيّن بها حلّتها والتّي تزخر بها على مدى فترة اليناعة، ويصيح بي قلبها الحيّ أن لا تقترب من هذه الشّجرة المنبعثة من السّماء، فتحرم نعيم الدّنيا والآخرة...وفي الجانب الآخر تناديني بأعلى صوتها ما حُرّمت هذه النّعمة إلاّ أن تكون ملاكا أو من الخالدين...وكلّما حاولت الاستماع إلى حديث والدتي في زيارتي الأسبوعيّة لها بالقرية إلاّ واقتحمت من جديد صورتها وعروشها الخلاّبة، البديعة، خيالي المنهك برواسب ضنك الأيّام الخوالي...مرّة أجاملها بنظرة وضحكة مزيّفة ومرّة ألقي سؤالا عشوائيا إيهاما لها على أنّني مصغ جيّد..يحزّ في صدري هذا الوضع الوافد من عالم سحر العولمة، لكن أين المفرّ، منذ مدّة وأنا على هذه الحال حتى أصبت بوهن في عيني، وبتّ أشفق على نفسي من هذا الهيّام المبعثر في ردهات الرّوح...أختي هي من أيقنت أنّني في عالم آخر منقطع عن عالمهم، وسمعتها تهس في أذنها؛ أنني غارق في يمّ النّثر وبحور الحروف...لم أخبرهم عن قصّتي فأنا وحدي من يعلمها وأنا اللّحظة أخبركم أنّني كنت أحلم.
بقلم عبدالله أيت أحمد/المغرب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire