هُزال
يُسرُّها في نفسه، يعتقد أنّني لا أستطيع هجرانه أو التخلّي عنه، لذلك فهو لا يهاتفني أبدا ولا يسأل عني..فأنا من كان يتّصل به على طول فترة امتدت لأكثر من العقدين وكنت أدعوه دائما لجلسة أخوّة وصداقة، وكان في كلّ لقاء يردّد على مسامعي أنّه باستطاعته مقاطعة كل العالم والمحيط والخلوة بنفسه بعيدا عن الناس وضجيجهم، وأتذكّر يومها أنّني أردت توجيه فكرته، وأفهمه أنّها خاطئة لكون البشر كائن اجتماعي، خلق من أجل التّعايش وهي فطرة سرمديّة مجبول عليها منذ الأزل...ولذلك نجد قبائل وقرى وأجناس كثيرة متعدّدة تتكثّل وتتّحد..وعلى أنه لن يستطيع إلى ما يقوله سبيلا... ومن يومها لم أراه في طاولتي ولكن لم يكن ليستطيع الوفاء لمقولته إلاّ معي..فقد غيّر الطاولة والمكان المعهود بآخر بعيد عن أنظاري...ومنذ ذلك اليوم عملت أنا بمقولته الشّهيرة، وبقيت وحيدا متأقلما مع كرّاسي ودواتي أكتب مذكّراتي..
بقلم عبدالله ايت أحمد/المغرب
يُسرُّها في نفسه، يعتقد أنّني لا أستطيع هجرانه أو التخلّي عنه، لذلك فهو لا يهاتفني أبدا ولا يسأل عني..فأنا من كان يتّصل به على طول فترة امتدت لأكثر من العقدين وكنت أدعوه دائما لجلسة أخوّة وصداقة، وكان في كلّ لقاء يردّد على مسامعي أنّه باستطاعته مقاطعة كل العالم والمحيط والخلوة بنفسه بعيدا عن الناس وضجيجهم، وأتذكّر يومها أنّني أردت توجيه فكرته، وأفهمه أنّها خاطئة لكون البشر كائن اجتماعي، خلق من أجل التّعايش وهي فطرة سرمديّة مجبول عليها منذ الأزل...ولذلك نجد قبائل وقرى وأجناس كثيرة متعدّدة تتكثّل وتتّحد..وعلى أنه لن يستطيع إلى ما يقوله سبيلا... ومن يومها لم أراه في طاولتي ولكن لم يكن ليستطيع الوفاء لمقولته إلاّ معي..فقد غيّر الطاولة والمكان المعهود بآخر بعيد عن أنظاري...ومنذ ذلك اليوم عملت أنا بمقولته الشّهيرة، وبقيت وحيدا متأقلما مع كرّاسي ودواتي أكتب مذكّراتي..
بقلم عبدالله ايت أحمد/المغرب
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire